رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أسطورة لا تغيب "أم كلثوم" الصوت الذي لم يعرف الفناء

المصير

الإثنين, 3 فبراير, 2025

11:16 ص

تحلّ اليوم الذكرى الـ50 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، الصوت الذي لم يعرف الفناء، والحضور الذي لم يتكرر في تاريخ الفن العربي. على مر العصور، كانت أغانيها رفيقة الملوك والحكام، ومتنفس العشاق، وصوت الوطن في أحلك الأوقات.

كل صباح يصدح صوتها بـ"يا صباح الخير يا اللي معانا"، وكل مساء يتردد صداها في قلوب المحبين مع "سيرة الحب"، "الأطلال"، و"ألف ليلة وليلة"، وكأن القدر كتب لصوتها الخلود.


بدأت رحلة أم كلثوم عندما اكتشفها الشيخان زكريا أحمد وأبو العلا محمد، ليقدماها إلى عالم الفن الذي كان في انتظارها، وجاءت نقطة التحول في حياتها عندما غنّت في قصر عز الدين يكن باشا ليلة الإسراء والمعراج، حيث حصلت على أول أجر لها وهو 3 جنيهات، وخاتم ذهبي أهدته لها سيدة القصر، في إشارة إلى أن هذا الصوت لم يكن مجرد موهبة عابرة.

من رياض السنباطي إلى محمد عبد الوهاب.. ألحان صنعت أسطورة

لم يكن طريق أم كلثوم إلى القمة سهلاً، لكنه كان مرصوفًا بالإنجازات، حيث شكل تعاونها مع الملحن رياض السنباطي علامة فارقة في مسيرتها، إذ لحن لها على مدار 40 عامًا، وكانت "الأطلال" واحدة من أبرز إبداعاته، والتي جاءت بعد عام واحد فقط من "أنت عمري"، تلك الأغنية التي كتب بها محمد عبد الوهاب فصلاً جديدًا في صوت كوكب الشرق، ليكون اللقاء بينهما أشبه بصراع فني راقٍ بين عباقرة الموسيقى.

ومع بليغ حمدي، أخذت أم كلثوم مسارًا أكثر حداثة وإيقاعًا، فقدم لها "بعيد عنك"، "فات الميعاد"، "ألف ليلة وليلة"، "الحب كله"، "سيرة الحب"، وغيرها من الأغنيات التي لا تزال تلامس وجدان المستمعين حتى اليوم.

أم كلثوم.. مطربة القصور والميادين

لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة عادية، بل كانت صوت مصر الرسمي في عصور مختلفة، حيث منحها الملك فاروق وسام الكمال ولقب "صاحبة العصمة"، بعد أن غنّت له "جنة الوادي"، وأحضرها للغناء في زفافه على الملكة فريدة. 

كما كان الرئيس أنور السادات في وداعها بالمطار عندما سافرت للعلاج، في مشهد يعكس مدى تأثيرها الذي تخطى حدود الفن.

أصوات العمالقة تتحدث عن كوكب الشرق

لم يكن عشق أم كلثوم حكرًا على الجمهور، بل امتد إلى عمالقة الفكر والموسيقى، حيث قال عنها محمد عبد الوهاب:
"لن يأتي لنا صوت مثلها، فهي تاريخ ومستقبل، وستظل باقية كأهرامات مصر".

أما نجيب محفوظ، فقد وصف تأثيرها عليه بقوله:
"أذكر الليلة التي استمعت فيها إلى "أنت عمري" لأول مرة، ظللت أسمعها حتى الفجر، وكان جمالها فريدًا لا يوصف".

أسطورة لا تغيب
رغم مرور نصف قرن على رحيلها، لا يزال صوتها ينبض بالحياة، يتردد في الشوارع، ويملأ القلوب دفئًا وحبًا، وستبقى أم كلثوم الصوت الذي لا يموت، والحنجرة الذهبية التي صنعت مجد الأغنية العربية، وستظل "كوكب الشرق" منارة للفن الأصيل، مهما تغيرت الأزمنة والأذواق.